معركة الحب

لـم أعد قادرا على خوض أي معارك أخرى حتى وإن كانت معركة عاطفيـة ، لقد وصلتُ لمرحلة لا أرجوا فيها غير السلام النفسي ، كرست ما تبقى من عمري لكتابة معاهدة سلام مع ما مضى ، لا أتحدث هنا عن المعارك الفايسبوكية لإني ومند زمن بعيد جدا توقفت عن ذلك ، وأقل سطر لا يعجبني أو يستفزني أحدف صاحبه فورا ودون تردد ، وإن كان صديقا أعرفه جيدا وأعرف أن موقفه هو زلة أو رغبة في إبداء رأي مخالف لمجرد أن يكون له رأي فإني أخفي صفحتة لأيام معدودة باستخدام تطبيق يقترحه عليك الفايسبوك مع كل سطاتو .. أنا أتحدث عن المعارك الجادة والحقيقية التي تلمسها بيداك وكان بإمكانها أن تُنسفك وتنهي وجودك المعنوي في الحيـاة .. هي الحياة التي تُلهيك وتعبثُ بك وتوهمك أن قادر على مواجهتها وهزيمتها بصراعك مع الآخرين وليس معها ، تُدرك ذلك متأخرا وانت تكتشف أنك كنت تصارع نفسك لا غير ، كنت الجاني والضحية .. لهذا حاول إنقاد نفسك قبل الغرق ، وواجه الفرح ليس لقتله بل لمرافقته في ما تبقى من عمرك .. كيف ذلك ؟! الأمر بسيط جدا ، يكفي أن تشغل نفسك بما تستطيع فعله وبما يمكنه أن يجعل منك إنسانا هادئا ومبتسنا مهما كان بسيطا .. جرب مثلا أن تُسعد والدتكَ لأن سعادتها ستسعدك بدل الحزن لشعوب الأرض ومتابعة فضائح أناس وجدوا لقمة عيش في نشر فضائحهم .. جرب مثلا أن تختار فقط ما هو جميل في كلامك وأنت تحدث الآخرين ، بدل سب ولعن ساسة الوطن التي تعلم أن سبك لهم لن يغير فيهم شيئا .. جرب تلك الأشياء البسيطة كتنظيف محيط منزلك من الأزبال رفقة جيرانك بدل تجهيل الناس لأنهم غير نظيفين .. جرب أن تحب بصدق بدل أن تمثل الحب ..